بصائر في الرقية وعلاج السحر والعين
الحمد لله الذي لا إله إلا هو له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، على الله توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذه بصائر نافعة في الرقية وعلاج السحر والعين
ثلاثة أعراض أجدها مشتركة لدى كثير من
المسحورين والمعيونين، وتتفاوت درجة إصابتهم بها، وأشد الحالات سوءاً من
اجتمعت فيه بدرجة عالية:
1: الخمول الشديد
2: والتشاؤم.
3: والتفكير السلبي.
هذا هو الثالوث المدمر للصحة النفسية، ومن استطاع علاجها والتخلص منها تحسنت حالته بعون الله تعالى، وخفّ عنه أثر السحر والعين.
أولا: الخمول الشديد:
تكمن خطورة الخمول في أمرين:
1: أنه سبب لانطواء الإنسان وانعزاله واستسلامه لوساوس الشيطان.
2: أنه يُقعِد الإنسان عن الإنجاز والعمل الذي يشعره بالبهجة والسرور، فيرتدّ عليه شعور بالخيبة والإحباط يزيد حاله سوءاً.
• يجب على المسحور أن يتخلّص من الخمول وأن لا يستسلم له، وليبحث عن دواء
له ، فإن غُلب فليشغل ذهنه بما يفيد وليستمع للقرآن وليحذر من الوساوس.
• للخمول أسباب عضوية ونفسية:
- فأما الأسباب العضوية فيبحث عن تشخيصها
وعلاجها لدى الأطباء، وقد تباحثت مع عدد من الأطباء فكان مما ذكروه أنّ
للخمول أسباباً كثيرة من أشهرها نقص بعض الفيتامينات وضعف إفراز بعض الغدد،
والمعادن الضارة.
وقد وازنت بين ما قاله لي الأطباء وما ورد من الأحاديث والآثار في علاج
السحر والعين؛ فوجدت أنّ كثيراً من الأسباب والأدوية لها صلة بصحة جريان
الدم في الجسم، وأن الدم في كلما كان جريانه في جسم الإنسان كان أصحّ
وأنشط.
وقد ذكروا من أغذية وأدوية تنشط الدورة الدموية، لكني لا أرغب في ذكرها لاعتبارات منها: أنني لست طبيباً.
ومنها: أن الأجسام تختلف، وقد يكون لدى بعض الناس علل أخرى لا تناسبهم معها بعض تلك الأغذية والأدوية.
فلذلك فإن الأفضل أن يبادر المصاب بالخمول بزيارة الطبيب وعرض حالته
عليه، لكنني أنبّه – فيما يخصّ حالات السحر والعين - إلى أنّ كثيراً من
الأطباء لا يعير أمر الخمول اهتماماً كافياً لانصراف اهتمامهم بالآثار
العضوية التي تسبب أمراضاً ظاهرة.
وقد يغفلون عن أثر الخمول على المصابين بالسحر والعين شديد جداً، ويزيد
حالهم سوءاً، بل من الأطباء من لا يقرّ بالسحر والعين أصلاً.
فلذلك فإني أوصي من يخبره الطبيب بأنه سليم من الناحية العضوية ، وهو يجد
من نفسه خمولاً شديداً أن يطلب منه ما ينشّط دورته الدموية ويخفف عنه
الخمول، ولا يهمل هذه القضية لأنها أصل مهم في علاج السحر خصوصاً والعين.
- وأما الأسباب النفسية للخمول فكثيرة، ومنها الإحباط المتكرر، وغلبة الهمّ والحزن، والانطواء والعزلة، وغيرها.
ومن وجد من نفسه أو على من يسعى في علاجه من المسحورين والمعيونين شيئاً من ذلك فليجتهد في دفعه بما يستطيع من الأسباب.
ثانياً: التشاؤم
التشاؤم سيء الأثر جداً على المسحور والمعيون، فيُغلق به الشيطان على
الإنسان أبواب الأمل حتى يهزمه نفسياً، ويضعف احتماله جداً حتى ربما تؤذيه
بعض الكلمات اليسيرة إيذاء بالغاً.
وعلاج التشاؤم: حسن الظن بالله والتوكل عليه والدعاء والاستكثار من الأعمال الصالحة وخصوصا كثرة الذكر والاستغفار.
ولا يحل لمؤمن أن يتشاءم، بل ينبغي للمؤمن أن يكون قوياً في إيمانه
قوياً في توكله على الله، قوياً في مواجهة أذى أعدائه من شياطين الإنس
والجن، ولذلك ينبغي للكل إنسان أن يسعى في تقوية نفسه لاحتمال الأعباء
والصدمات حتى تخفّ عليه ويجتازها بعون الله، فلا يكون لها تأثير على صحته
وحياته.
ثالثاً: التفكير السلبي
التفكير السلبي هو كل تفكير يضرك ولا ينفعك، ويجلب لك همّا وغماً أو حزناً وضيقاً، أو حيرة واضطراباً.
وله صور من أشهرها:
1: إشغال الذهن بأمور سيئة ماضية يتأذى المرء بتذكرها ولا تنفعه.
2: الإغراق في خيال لا يمكن أن يتحقق إلا بمعجزة أو معجزات، ويكثر في
حالات السحر إغراق المسحور نفسه في الأفكار الخيالية هروباً من الواقع،
فإذا عاد إلى واقعه صدم مرة أخرى وأصيب بإحباط تزداد به حالته سوءاً.
3: سوء الظنّ بالناس والتشكيك فيهم، وتحميل مواقفهم ما لا تحتمل، وإرهاق النفس بتحليل مواقفهم ودوافعهم.
وأنجع علاج للتفكير السلبي إشغال الذهن بما ينفع؛ لأن نفسك إن لم تشغلها
بما ينفعك شغلتك بأهوائها وما يضرك، ولتعلم أن بعض الظن إثم، ومن ظن فلا
يحقق.
والارتباط ببرنامج علمي أو عملي نافع يخفف كثيراً من حالات التفكير
السلبي، وأهم من هذا أن يدرك المسحور أن التفكير السلبي ضرر عليه.
تنوّع آثار السحر على المسحور:
السحر له أنواع كثيرة، ويختلف أثرها على المريض بحسب نوع السحر، ووصوله إلى البدن.
وقد تتداخل بعض الأنواع فتتداخل بعض أعراضها وتشكل على المعالج، لكن مما
يمكن أن يتضح به شيء من الأمر للمسحور ومن يعنيه أمره الأمور التالية:
- يكثر في حالات السحر المأكول والمشروب الإصابة بأمراض القولون والجهاز
الهضمي، والضغط النفسي الذي يجده المسحور يزيد الحالة سوءاً.
- ويكثر في حالات السحر المدفون الإصابة بفتور القدمين والساقين ولا سيما
بين النوم واليقظة، وعند الاستيقاظ من النوم يجد ثقلا في قدميه.
- ويكثر في حالات السحر المشموم الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية وحساسية الأنف، مع وجود الأعراض العامة للسحر.
تنبيه وتوجيه:
إذا تخلص المسحور والمعيون من التشاؤم والتفكير السلبي والخمول تحسنت
حاله كثيراً ولو لم يتعالج بالرقية؛ لأن هذه الأعراض كالقاعدة التي تنبني
عليها تلك الآفات، والرقية الصحيحة نافعة جداً لمن أحسنها.
والحجامة نافعة جداً لكن بشرط أن يكون الحاجم عارفاً بمواضع الحجامة المناسبة للحالة التي أمامه، ونوع السحر، ومبلغ أثر العين.
والنبي صلى الله عليه وسلم احتجم في مواضع متفرقة، وكان من العرب من يعرف مواضع الحجامة لكل علة بما يناسبها.
التعليقات ()